المرحوم اميل نجيب نصرالدين
درس الهندسة المعمارية
أفاق طلاب قرية عسفيا على صوت الناعي, في الثامن من ايار ١٩٩٧ معلنا وفاة الجندي اميل نجيب نصرالدين من قرية كسرى. أحب طلاب عسفيا إميل حين جاء الى عسفيا قبل بضع سنوات, من قبل مشروع بيرح في جامعة حيفا, ليساعدهم في الدروس والوظائف البيتية. لم يكن مرشدا ومعلما فقط, بل كان صديقا لهم, كان يشاركهم أفراحهم وأتراحهم, يدعونه لزيارتهم في البيت, يجلس معهم مصغيا لمشاكلهم المدرسية والشخصية, لا يبخل عليهم بالنصائح والإرشادات, حاثا إياهم على الدراسة, راسما لهم المستقبل بالالوان الوردية, شرط أن يبذلوا الجهد الذي يتطلّب النجاح وسهر الليالي وأخذ الأمور بجديّة.
ولد اميل في ٣ شباط ١٩٧٣ في قرية كسرى, أنهى دراسته الابتدائية والاعدادية في مدارس القرية, ثم انتقل لمدرسة عمال مركز الجليل, ليتابع دراسته الثانوية. كان طموحا نشيطا وذكيا يحبّ العلم والتحصيل, رغب بدراسة موضوع الهندسة المعمارية, فانتسب الى جامعة حيفا لسنة تحضيرية في المواضيع العلمية. ونظرا لمعدّله العالي, وعلاماته الممتازة, فقد تم قبوله في معهد تل حاي, وتابع دراسته في المعهد في قريات كريات شمونة في موضوع الهندسة المعمارية. ولكنه فوجئ بأمر إستدعائه للخدمة العسكرية الاجبارية, فانصاع للأمر,وتمّ تجنيده في عام ١٩٩٢. قال لوالده: إذا لم يكن من الأمر بدّ, ساستغلّ الوضع الجديد وأتقدّم في الجيش, بانيا لنفسي مهنة أستطيع من خلالها أن أثبت نفسي في الجيش, الأمر الذي سيساعدني في التوجّه للدراسة الجامعية, ومواصلة التعليم محققا لنفسي ما أردت تحقيقه سابقا. طلب بعد فترة من التدريبات الدخول في الدورات العسكرية, حيث أنهى دورة قائد صفّ بنجاح, مما دفع بالمسؤولين عنه بارساله لدورة عرفاء, والتي أنهاها ايضا بتفوّق ونجاح. كان من البديهي أن يتابع تقدمه والتقدم لامتحانات الضباط. إجتاز هذه الامتحانات بنجاح يؤهله دخول كلية الضباط. وصل الى كلية الضباط التي تؤهله لرتبة ضابط عسكري ميداني, وبدأ بالدراسة والتدريب في قاعدة التدريب.
تدخّل القدر ليقطع عليه مشواره, وكأنه كتب عليه ألاّ يهنأ باتمام دراسته وتأهيله, قطع الجيش دراسته الجامعية في معهد تل حاي, وها هو الآن في أوج تدريبه وتأهيله ليصبح ضابطا, فيتدخّل القدر قاطعا وصل الأحلام, مطفئا أربع وعشرين شمعة مضيئة, كانت تضيء في أجواء عائلة سعيدة, ترتقب حفلة التخرّج لتفخر بإبنها الضابط, الأم التي تبحث عن عروس تليق بالفارس المغوار, والأب الذي يبني بيتا جديدا لابنه الذي سيرفع رأسه به, سيدعو الأهل والأصدقاء وكل أبناء الطائفة لحضور حفل زفافه, سيذبح الذبائح ويصفّ المناسف ويقيم الولائم, ويحضر أفضل شاعر في الجليل ليرحّب بالمعازيم, ويمجّد العائلة بحدائه وأشعاره ... ويستفيق الأب على صوت المخبر العسكري: لقد سقط أثناء تأديته واجبه!
ها هو الأب يرى الجموع الحافلة حوله, بالعمائم البيضاء والملابس السوداء, يرى ثلّة من الجنود يحملون النعش المكفّن بعلم الدولة, يطلقون الرصاص تحية عسكرية, بدلا من إطلاقه في حفل زفافه. وها هي الجموع تتقدّم مصافحة " الله يرحمه " , بدلا من كلمة مبروك !
دفن في مقبرة القرية في الثامن من شهر ايار ١٩٩٧, تاركا ثلاثة إخوة وأربع أخوات ووالدين ثاكلين.
סמל אמיל נסר אל-דין ז"ל
בן גוהרה ונג'יב
נולד בכסרא
בי' באדר א' תשל"ג , 12/2/1973
התגורר בכפר כסרא
נפל בעת שירותו
בא' בניסן תשנ"ז , 8/5/1997
מקום קבורה: כפר כסרא
הותיר: הורים, ושבעה אחים ואחיות
קורות חיים: אמיל נולד בתאריך 12.2.73בכפר כסרא, סיים את כתה י"ב בהצלחה עם בגרות מלאה. היה מאוד חברותי עם חבריו ומוריו, הוא אהב אותם והם אהבו אותו מאוד. עבר ללמוד באוניברסיטת חיפה, בשנה הראשונה עשה שנת מכינה, על מנת שיהיה לו יותר ידע במתמטיקה, השכיר דירה בעוספיה והתגורר שם שנה עד סיום המכינה. בשנה השניה עבר ללמוד במכללת תל-חי, ורצה ללמוד שם הנדסת בניין. באמצע השנה הצבא שלח לו צו גיוס לשירות הביטחון, והודיעו לו שעליו להפסיק ללמוד ולהתגייס. באותו זמן רכש הרבה ידע בהכרת החיים, הכיר הרבה אנשים והיו לו הרבה חברים שאהבו אותו והוא אהב אותם. הוא לא רצה שיעשו לו פרוטקציה לדחיית השירות, משום שלא אהב את הדרך הזו ורצה תמיד להשיג בכוחות עצמו את מה שאהב. לבסוף גויס לצה"ל במרץ 93 שם מטרה לחייו, להתקדם בשירות על מנת להגיע לקצונה. הוא עבר טירונות, קורס מכ"ים וסמלים, היה חיך מצטיין פעמיים. כל חבריו אהבו אותו, אך הגורל האכזר לא נתן לו לממש את שרצה. בתאריך 14.6.94 כאשר חזר מאימונים לקורס קצינים, ליד אנדרטת באר שבע, סטה הג'יפ מהמסלול באותה שיירה שהם נסעו והתהפך. הנהג- אחמד חליל מכפר ג'וליס, וחברו מאהר עזאם מהכפר אבו סנאן, נפצעו קל למזלם, ואמיל נפצע קשה בראש וביד, אושפז תקופה ארוכה בבתי חולים: סורוקה, רמב"ם, נהריה. אמיל סבל הרבה, עבר ניתוחים קשים, ותמיד אמר עם חיוך על הפנים "תודה לאל יהיה טוב". הוריו נג'יב וגוהרה ליוו אותו כל הדרך בתקווה ואהבה.