|
هاجر المرحوم الشيخ أبو علي سليمان صباح صباح من قريته كسرى، مع مجموعة من أبناء بلده، عن طريق ميناء بيروت إلى الأرجنتين، طلبا للرزق وتحاشيا من التجند في الجيش العثماني في نطاق " سفر برلك"، ورحل قسم آخر الى جبل الدروز في سوريا، وكان ذلك في أواخر العقد الأول من القرن الماضي. رست بهم السفينة في الارجنتين، حيث عملوا بالزراعة والتجارة، الى ان حل الانجليز في بلادنا سنة 1918 بفضل التقسيم بعد الحرب العالمية الأولى, فوصل الخبر الى الارجنتين، فقرر الشيخ أبو علي واخوانه أبناء بلده وهم:
1-الشيخ ابو نجيب نمر قاسم اسعد.
2-الشيخ أبو حسين علي سلمان نصر الدين.
3-الشيخ أبو حسين فهد حسين نصر الدين.
4-الشيخ أبو محمد عقل اسعد المن.
5-الشيخ أبو علي حمدان اسعد المن .
6-الشيخ أبو سعيد عبدالله سلمان عبدالله.
7-الشيخ أبو علي سلامة شحادة.
8-الشيخ علي سلامة شحادة.
9-الشيخ أبو شعلان نايف تركي شقور.
10-الشيخ أبو نجيب بركات يوسف بركات .
11-الشيخ أبو سلمان رشراش صباح.
12-الشيخ أبو سلمان يوسف شقور.
13-الشيخ أبو محمد سليمان عباس عبدالله.
العودة الى الوطن ومسقط الراس كسرى، فوصلوا على دفعات بحرا عن طريق ميناء بيروت أيضا، بعد أن جمع كل واحد منهم مبلغا من المال في بلاد المهجر.
ستذكر تفاصيل اكثر عن هذه الفترة، في كتاب " كسرى بلدي " الذي سيصدر قريبا بإذن الله تعالى.
ونعود الى عنوان المقال عطاء الكرام لا يرد.
وهذا ما سمعناه من المشايخ الكبار في قريتنا كسرى، ومن الشيخ أبو نهاد علم الدين فارس ( حرفيش ) والذي روى لنا حادثة هذا الكرم الكسراوي، من احد احفاد الرجل، الذي اتهم بالقتل، وهو من قضاء دير بلوط في الضفة الغربية.
كان الشيخ علم الدين شرطيا في حرس الحدود في منطقة المثلث, وكان في مهمة الحراسة، فقدم اليه شاب القى عليه السلام وسأله :
- من وين حضرتك؟
-فاجابه: من قرية حرفيش في الشمال.
-فقال له : هل تبعد كثيرا عن قرية كسرى ؟
-فاجابه: قليلا, لماذا سالت ؟
- فرد عليه ان احد سكان قرية كسرى، تكرم على المرحوم جدي، الذي اتهم بالقتل. فالمرحوم جدي بعد ان ثبتت عليه التهمة، حكم عليه من قبل جاهة الصلح، ان يدفع دية القتيل، وكانت تقدر في ذلك الوقت بخمسين ليرة ذهبية. احتار جدي من اين سيجمع هذا المبلغ، الذي تعجز البلد بأجمعها بتوفيره، فقرر السفر الى القرى والمدن من منطقته، الى ان وصل الى شمال الدولة، ودخل البيوت طالبا المساعدة والعون، والتبرع له، لكي يستطيع أن يحل المشكلة ليستتبب الصلح في بلده، بعد دفع دية القتيل. وقد استطاع جمع مقدار اربع ليرات ذهبية. وعند وصوله الى منطقة الجليل، دخل الى القرى، وقص على السكان، ما جرى له، وأنه يريد العون، فسئل عن المبلغ المطلوب، فرد بانه مبلغ كبير. رد بعض الناس الذين صادفهم "نحن نعجز عن ذلك "، وقيل له، سمعنا انه رجع قسم من المغتربين من قرية كسرى الى بلدهم، والاحتمال ان يتمكنوا من تقديم المساعدة لك.
توجه هذا الرجل الى قرية كسرى، وسال عن الذين عادوا من المهجر، فاهتدى الى مضافة الشيخ أبو علي سليمان صباح صباح، أحد العائدين كما ذكرنا. قام الشيخ أبو علي باستقابله استقبالا يليق بالضيف، فاعجب من الاستقبال الحار الذي تضمن الضيافة والعشاء والمسامرة دون ان يعرفوا من اين هو، وما هي غايته, وبعد العشاء قيل له " عرفنا عن حالك" فعرف على نفسه، ومن اين هو، وماذا يريد، فاجابه المضيف الشيخ ابوعلي " كم جمعت من المال ؟" فاجابه بصوت ضعيف " خمس ليرات " , فساله : " وكم هي الدية المطلوبة ؟" فأجاب بعد برهة " خمسون ليرة ذهبية " واستمر بالحديث "اني سمعت عن حضرتكم وكرمكم المعروفي، وعن جودكم وشهامتكم، وانا في ضيافتكم،". فما كان من المضيف الا أن استمر بزيادة الترحيب وقال له: " وصلت".
وفي الصباح الباكر، نهض الضيف والمعزب. وبعد تقديم وجبة الفطور، كان قد حضر الشيخ أبو علي المبلغ المطلوب، وسلمه للرجل الضيف وقال له: "هذا هو المبلغ الذي جمعته الى اليوم، ليكن مصروفا لوليمة الصلح ". فشكر هذا الرجل ضيفه ودعا له بطول العمر والله يعوض عليه.
رجع هذا الرجل الى بلده، وسلم مبلغ الدية لرئيس لجنة الصلح، وعقدت راية الصلح بحضور الجماهير من جميع قرى وبلدان المنطقة. فما كان من الرجل الذي ابتلي من اعلام الجاهة والحضور، ان هذا المبلغ تبرع به شيخ من قرية كسرى المعروفية في الجليل الأعلى . فهز مشاعر الحضور وخاصة اهل القتيل، واعلن ممثل عائلة القتيل بقوله : " اذا كانت الدية من رجل كريم شهم من إخواننا بني معروف، فنحن اهل القتيل نرد الدية تقديرا على كرمه ونبل اخلاقه.".
وهكذا عقدت راية الصلح بين القاتل واهل القتيل، وبعد فترة وجيزة، قرر اهل القاتل واهل القتيل، زيارة هذا الانسان، الذي تبرع بالدية كاملة، فوصلوا الى قرية كسرى لرد الدية، وتقديم الشكر والتقدير لهذا الانسان النبيل.
وكان الاستقبال في قرية كسرى، بمثابة مهرجان اخوي انساني، حدثا يفتخر به كل انسان، يحب الخير والإصلاح والنوايا الطيبة. وبعد الغداء، وقف الشيخ أبو علي ومجموعة من وجهاء قرية كسرى والمنطقة وقال: " بعد الترحيب بالجميع نعلن ان الدية مردودة، لان عمل الخير مفروض علينا جميعا، لذلك نقدم هذا المبلغ كهدية رمزية لاستثمارها ببناء بيت او جامع او كل ما تستحسنون عمله، لان عطاء الكرام لا يرد وانتم اهل الكرم والجود".
1-الشيخ ابو نجيب نمر قاسم اسعد.
2-الشيخ أبو حسين علي سلمان نصر الدين.
3-الشيخ أبو حسين فهد حسين نصر الدين.
4-الشيخ أبو محمد عقل اسعد المن.
5-الشيخ أبو علي حمدان اسعد المن .
6-الشيخ أبو سعيد عبدالله سلمان عبدالله.
7-الشيخ أبو علي سلامة شحادة.
8-الشيخ علي سلامة شحادة.
9-الشيخ أبو شعلان نايف تركي شقور.
10-الشيخ أبو نجيب بركات يوسف بركات .
11-الشيخ أبو سلمان رشراش صباح.
12-الشيخ أبو سلمان يوسف شقور.
13-الشيخ أبو محمد سليمان عباس عبدالله.
العودة الى الوطن ومسقط الراس كسرى، فوصلوا على دفعات بحرا عن طريق ميناء بيروت أيضا، بعد أن جمع كل واحد منهم مبلغا من المال في بلاد المهجر.
ستذكر تفاصيل اكثر عن هذه الفترة، في كتاب " كسرى بلدي " الذي سيصدر قريبا بإذن الله تعالى.
ونعود الى عنوان المقال عطاء الكرام لا يرد.
وهذا ما سمعناه من المشايخ الكبار في قريتنا كسرى، ومن الشيخ أبو نهاد علم الدين فارس ( حرفيش ) والذي روى لنا حادثة هذا الكرم الكسراوي، من احد احفاد الرجل، الذي اتهم بالقتل، وهو من قضاء دير بلوط في الضفة الغربية.
كان الشيخ علم الدين شرطيا في حرس الحدود في منطقة المثلث, وكان في مهمة الحراسة، فقدم اليه شاب القى عليه السلام وسأله :
- من وين حضرتك؟
-فاجابه: من قرية حرفيش في الشمال.
-فقال له : هل تبعد كثيرا عن قرية كسرى ؟
-فاجابه: قليلا, لماذا سالت ؟
- فرد عليه ان احد سكان قرية كسرى، تكرم على المرحوم جدي، الذي اتهم بالقتل. فالمرحوم جدي بعد ان ثبتت عليه التهمة، حكم عليه من قبل جاهة الصلح، ان يدفع دية القتيل، وكانت تقدر في ذلك الوقت بخمسين ليرة ذهبية. احتار جدي من اين سيجمع هذا المبلغ، الذي تعجز البلد بأجمعها بتوفيره، فقرر السفر الى القرى والمدن من منطقته، الى ان وصل الى شمال الدولة، ودخل البيوت طالبا المساعدة والعون، والتبرع له، لكي يستطيع أن يحل المشكلة ليستتبب الصلح في بلده، بعد دفع دية القتيل. وقد استطاع جمع مقدار اربع ليرات ذهبية. وعند وصوله الى منطقة الجليل، دخل الى القرى، وقص على السكان، ما جرى له، وأنه يريد العون، فسئل عن المبلغ المطلوب، فرد بانه مبلغ كبير. رد بعض الناس الذين صادفهم "نحن نعجز عن ذلك "، وقيل له، سمعنا انه رجع قسم من المغتربين من قرية كسرى الى بلدهم، والاحتمال ان يتمكنوا من تقديم المساعدة لك.
توجه هذا الرجل الى قرية كسرى، وسال عن الذين عادوا من المهجر، فاهتدى الى مضافة الشيخ أبو علي سليمان صباح صباح، أحد العائدين كما ذكرنا. قام الشيخ أبو علي باستقابله استقبالا يليق بالضيف، فاعجب من الاستقبال الحار الذي تضمن الضيافة والعشاء والمسامرة دون ان يعرفوا من اين هو، وما هي غايته, وبعد العشاء قيل له " عرفنا عن حالك" فعرف على نفسه، ومن اين هو، وماذا يريد، فاجابه المضيف الشيخ ابوعلي " كم جمعت من المال ؟" فاجابه بصوت ضعيف " خمس ليرات " , فساله : " وكم هي الدية المطلوبة ؟" فأجاب بعد برهة " خمسون ليرة ذهبية " واستمر بالحديث "اني سمعت عن حضرتكم وكرمكم المعروفي، وعن جودكم وشهامتكم، وانا في ضيافتكم،". فما كان من المضيف الا أن استمر بزيادة الترحيب وقال له: " وصلت".
وفي الصباح الباكر، نهض الضيف والمعزب. وبعد تقديم وجبة الفطور، كان قد حضر الشيخ أبو علي المبلغ المطلوب، وسلمه للرجل الضيف وقال له: "هذا هو المبلغ الذي جمعته الى اليوم، ليكن مصروفا لوليمة الصلح ". فشكر هذا الرجل ضيفه ودعا له بطول العمر والله يعوض عليه.
رجع هذا الرجل الى بلده، وسلم مبلغ الدية لرئيس لجنة الصلح، وعقدت راية الصلح بحضور الجماهير من جميع قرى وبلدان المنطقة. فما كان من الرجل الذي ابتلي من اعلام الجاهة والحضور، ان هذا المبلغ تبرع به شيخ من قرية كسرى المعروفية في الجليل الأعلى . فهز مشاعر الحضور وخاصة اهل القتيل، واعلن ممثل عائلة القتيل بقوله : " اذا كانت الدية من رجل كريم شهم من إخواننا بني معروف، فنحن اهل القتيل نرد الدية تقديرا على كرمه ونبل اخلاقه.".
وهكذا عقدت راية الصلح بين القاتل واهل القتيل، وبعد فترة وجيزة، قرر اهل القاتل واهل القتيل، زيارة هذا الانسان، الذي تبرع بالدية كاملة، فوصلوا الى قرية كسرى لرد الدية، وتقديم الشكر والتقدير لهذا الانسان النبيل.
وكان الاستقبال في قرية كسرى، بمثابة مهرجان اخوي انساني، حدثا يفتخر به كل انسان، يحب الخير والإصلاح والنوايا الطيبة. وبعد الغداء، وقف الشيخ أبو علي ومجموعة من وجهاء قرية كسرى والمنطقة وقال: " بعد الترحيب بالجميع نعلن ان الدية مردودة، لان عمل الخير مفروض علينا جميعا، لذلك نقدم هذا المبلغ كهدية رمزية لاستثمارها ببناء بيت او جامع او كل ما تستحسنون عمله، لان عطاء الكرام لا يرد وانتم اهل الكرم والجود".